السبت 11 يونيو 2011 م , 11 رجب 1432 هـ , اليوم 161 , الساعة 03:13:35 بتوقيت عدن
الرئيسية» آراء محلية القضية الجيبوتية!
الجمعة , 10 يونيو, 2011, 03:22
أسماء البعداني
كثر الحديث مؤخراً عن مايسمى القضية الجنوبية حتى بتنا نسمع بها بكل مكان واصبح البعض يريد فرضها واقعا معاشا علينا في ساحات الثورة في صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية وكل ذلك تحت غطاء يحاول البعض تصويره بأنه مشروع وهو في حقيقة الأمر غير ذلك.
مؤخرا تحدثت مع احد ناشطي الثورة الشبابية من عدن بعد ان وجدته يرفع شعار "القضية الجنوبية" كصورة رمزية له على صفحات الفيس بوك ووجدت أنها فرصة للحديث معه حول هذه القضية وكيف ينظر لها الإخوة في الجنوب وكيف يتمنون معالجتها وبعد حديث طويل وصلت إلى قناعة تامة وهي ان أي حديث عن أي قضية جنوبية هو حديث أخر سيصل بنا إلى في أخر إلى المطاف إلى تقسيم اليمن وهذا هو الأمر الذي يسعى له دعاة الانفصال منذ 1994 وحتى اليوم.
اتفق مع الكثير من الإخوة الجنوبيين بان هنالك بعض المظالم في الجنوب قام بها نظام علي عبدالله صالح لكن مايجب الاتفاق عليه أيضا ان نظام علي عبدالله صالح أيضا ارتكب أكثر من هذه المظالم في الشمال وامر كهذا يسقط والى الابد شيء اسمه قضية جنوبية لاننا أمام قضية يمنية فقط.
الصحيح هو وجود شيء اسمه القضية الجيبوتية وهي قضية مجموعة من السياسيين الذين حاولوا في العام 1994 تشطير اليمن والعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء إلا ان محاولاتهم البائسة تلك جوبهت برفض شعبي واصطفاف وطني عظيم وشاهدنا يومها معاقلهم وهي تتساقط واحدة تلو الأخرى حتى تم تحقيق الانتصار العظيم لشعبنا اليمني في السابع من يوليو 1994 .
اليوم وبعد كل هذه التضحيات نجد ان نفس الوجوه تحاول ان تعيد نفس التأمر السابق ضد اليمن وشعبه عبر محاولة اثارة قضية وهمية لااساس لها ولا وجود وهي قضية موجودة بعقول صدئه تريد ان تعبث بامن واستقرار اليمن .
نعم هنالك قضية جيبوتية وليست جنوبية وهي قضية اولئك الذين تأمروا على الوطن في العام 1994 وفروا هاربين صوب جيبوتي وهذه هي القضية الأساسية وعلى الشعب ان يسعى جاهدا لكي يحاسبهم مثلما يسعى اليوم لمحاسبة علي عبدالله صالح .
في يمن مابعد علي عبدالله صالح سيكون لدينا قضية يمنية فقط اما قضية جنوبية أو غيرها فهذا امر لايمكن الاعتراف به لأنه وبكل بساطة نحن في الشمال لن نقبل بأي من الحلول السياسية التي يريد البعض اليوم تسويقها مثل الفيدرالية أو غيرها من الحلول .
ليعلم الإخوة في الجنوب ان الشمال مثلما استطاع تعميد الوحدة اليمنية في العام 1994 بالدم فانه يملك القدرة على إعادة تعميد هذه الوحدة المباركة بقوافل لاتنتهي من الشهداء لكي يغلق والى الابد باب كل انفصالي يريد خراب اليمن وتشريد اهلها.
اخواني في الجنوب انظروا اليوم إلى عدن اليوم وكافة المحافظات الجنوبية انظروا إلى حجم التطور والعمران والخدمات وكل هذا من خيرات الوحدة المباركة ولكن الحديث حول قضية جنوبية أو غيره لن يقود إلا إلى تدمير كل هذه المكتسبات .
بعد إسقاط نظام علي عبدالله صالح يجب على الحكومة ان تحارب وبكل قوة الأصوات النشاز في الجنوب ومن بينها تلك التي تحاول التفريق بين أبناء اليمن الواحد عبر الحديث عن قضية جنوبية اونفصالية .
نرجوكم ان تزيلون من عقولكم فكرة "قضية جنوبية" لان ملايين الشمال الغاضبة لن تسمح لأي قوة سياسية أو شعبية ان تمس وحدتها المباركة بسوء ولو اضطرها ذلك إلى بذل مليون شهيد شمالي على ارض الجنوب .
الرئيسية» آراء محلية القضية الجيبوتية!
الجمعة , 10 يونيو, 2011, 03:22
أسماء البعداني
كثر الحديث مؤخراً عن مايسمى القضية الجنوبية حتى بتنا نسمع بها بكل مكان واصبح البعض يريد فرضها واقعا معاشا علينا في ساحات الثورة في صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية وكل ذلك تحت غطاء يحاول البعض تصويره بأنه مشروع وهو في حقيقة الأمر غير ذلك.
مؤخرا تحدثت مع احد ناشطي الثورة الشبابية من عدن بعد ان وجدته يرفع شعار "القضية الجنوبية" كصورة رمزية له على صفحات الفيس بوك ووجدت أنها فرصة للحديث معه حول هذه القضية وكيف ينظر لها الإخوة في الجنوب وكيف يتمنون معالجتها وبعد حديث طويل وصلت إلى قناعة تامة وهي ان أي حديث عن أي قضية جنوبية هو حديث أخر سيصل بنا إلى في أخر إلى المطاف إلى تقسيم اليمن وهذا هو الأمر الذي يسعى له دعاة الانفصال منذ 1994 وحتى اليوم.
اتفق مع الكثير من الإخوة الجنوبيين بان هنالك بعض المظالم في الجنوب قام بها نظام علي عبدالله صالح لكن مايجب الاتفاق عليه أيضا ان نظام علي عبدالله صالح أيضا ارتكب أكثر من هذه المظالم في الشمال وامر كهذا يسقط والى الابد شيء اسمه قضية جنوبية لاننا أمام قضية يمنية فقط.
الصحيح هو وجود شيء اسمه القضية الجيبوتية وهي قضية مجموعة من السياسيين الذين حاولوا في العام 1994 تشطير اليمن والعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء إلا ان محاولاتهم البائسة تلك جوبهت برفض شعبي واصطفاف وطني عظيم وشاهدنا يومها معاقلهم وهي تتساقط واحدة تلو الأخرى حتى تم تحقيق الانتصار العظيم لشعبنا اليمني في السابع من يوليو 1994 .
اليوم وبعد كل هذه التضحيات نجد ان نفس الوجوه تحاول ان تعيد نفس التأمر السابق ضد اليمن وشعبه عبر محاولة اثارة قضية وهمية لااساس لها ولا وجود وهي قضية موجودة بعقول صدئه تريد ان تعبث بامن واستقرار اليمن .
نعم هنالك قضية جيبوتية وليست جنوبية وهي قضية اولئك الذين تأمروا على الوطن في العام 1994 وفروا هاربين صوب جيبوتي وهذه هي القضية الأساسية وعلى الشعب ان يسعى جاهدا لكي يحاسبهم مثلما يسعى اليوم لمحاسبة علي عبدالله صالح .
في يمن مابعد علي عبدالله صالح سيكون لدينا قضية يمنية فقط اما قضية جنوبية أو غيرها فهذا امر لايمكن الاعتراف به لأنه وبكل بساطة نحن في الشمال لن نقبل بأي من الحلول السياسية التي يريد البعض اليوم تسويقها مثل الفيدرالية أو غيرها من الحلول .
ليعلم الإخوة في الجنوب ان الشمال مثلما استطاع تعميد الوحدة اليمنية في العام 1994 بالدم فانه يملك القدرة على إعادة تعميد هذه الوحدة المباركة بقوافل لاتنتهي من الشهداء لكي يغلق والى الابد باب كل انفصالي يريد خراب اليمن وتشريد اهلها.
اخواني في الجنوب انظروا اليوم إلى عدن اليوم وكافة المحافظات الجنوبية انظروا إلى حجم التطور والعمران والخدمات وكل هذا من خيرات الوحدة المباركة ولكن الحديث حول قضية جنوبية أو غيره لن يقود إلا إلى تدمير كل هذه المكتسبات .
بعد إسقاط نظام علي عبدالله صالح يجب على الحكومة ان تحارب وبكل قوة الأصوات النشاز في الجنوب ومن بينها تلك التي تحاول التفريق بين أبناء اليمن الواحد عبر الحديث عن قضية جنوبية اونفصالية .
نرجوكم ان تزيلون من عقولكم فكرة "قضية جنوبية" لان ملايين الشمال الغاضبة لن تسمح لأي قوة سياسية أو شعبية ان تمس وحدتها المباركة بسوء ولو اضطرها ذلك إلى بذل مليون شهيد شمالي على ارض الجنوب .
كيف اجهضو الوحدة ------وكيف احتلو الجنوب تحت غطائها
كان الجنوب العربي حتى الثلاثين من نوفمبر 1967م عند الاستقلال الوطني مكون من 22 إمارة ومشيخة وسلطنة مستقلة عن بعضها يقودها أمراء وسلاطين ومشايخ من أبناءها ويشرف عليها ضباط سياسيين بريطانيين حيث شكل البعض منها حكومة اتحاد الجنوب العربي عام 1959م وبقي البعض الأخر مستقلاً عنها مثل سلطنة القعيطي وسلطنة الكثيري بالإضافة إلى ذلك كانت بريطانيا قد قسمت الجنوب العربي إلى مناطق عسكرية وسياسية بالإضافة إلى محميات يقودها مندوبين سياسيين بريطانيين وكانت محمية عدن تتبع وزارة المستعمرات البريطانية مباشرة حيث كان لمعظم هذه المحميات والمشيخات والسلطنات جوازات سفر خاصة بها حيث أصبح جواز سفر حكومة اتحاد الجنوب العربي بعد تشكيله الجواز السائد إلى جانب جواز سفر الكثيري والقعيطي والمهرة وظل هذا الأمر حتى استقلال الجنوب العربي في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
عند تحقيق الاستقلال الوطني تم توحيد تلك الإمارات والسلطنات والمشيخات جميعها في دولة وطنية واحدة مستقلة وذات سيادة قائمة على جميع على أراضي الجنوب العربي من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً وعاصمتها عدن.
تم تغيير أسم الجنوب العربي إلى اليمن الجنوبي عندما أطلق على أسم الدولة الجديدة أسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وأدخل أسم اليمن إلى الجنوب بشكل رسمي لأول مرة في الثلاثين نوفمبر 1967م .
خلال الفترة من 30 نوفمبر 1967م و حتى 22 مايو 1990م وقعت بلادنا الجنوب ضحية للصراع العالمي بين المعسكرين الغربي والشرقي وأجبرت على مواجهة مصيرها بنفسها بحيث كان لها نصيبها من هذا الصراع بما فيها الصراعات التناحرية الداخلية المسلحة إلا أنها ظلت دولة مستقلة وذات سيادة باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وفيما بعد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حتى 22 مايو 1990م تبسط نفوذها على كل مناطق البلاد وتتحكم بأراضي شاسعة وبثروة هائلة وبمضيق باب المندب وبأهم الجزر الواقعة في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن ونالت عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية وأقامت علاقات دبلوماسية مع كل بلدان العالم.
في الثاني والعشرون من مايو 1990م تم إعلان دخول الدولتين في اليمن الجنوبي واليمن الشمالي في وحدة انتقالية فيما ينهما على ضوء الاتفاق بين رأسي النظامين في الجمهورية العربية اليمنية العقيد علي عبدا لله صالح الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأستاذ علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني حيث وقعا عليها بصفتهما الحزبية والذي تم بشكل مركزي و متسرع وبدون استفتاء شعبي علية أو إشراف دولي وقد أستهدف اتفاقهما توحيد الدولتين في دولة ذات شخصية اعتبارية واحدة تجمع إيجابيات ما تحقق في كل دولة على حدة وقد حدد أهداف المرحلة الانتقالية تحقيق ما يلي:
· إقامة مؤسسات دولة الوحدة – الجمهورية اليمنية مناصفة بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي
· تذويب الشخصية الاعتبارية لدولتي الجمهورية العربية اليمنية في الشمال و جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب في دولة واحدة هي الجمهورية اليمنية.
· تغيير القوانين الشطرية بقوانين دولة الوحدة على أساس القانون الأساسي.
· تأمين الحق العادل والمواطنة المتساوية بين المواطنين في الجنوب والشمال.
· إصدار عملة وطنية لدولة الوحدة بديلة عن عملتي الدولتين السابقتين.
بعد إعلان الفترة الانتقالية في 22 مايو 1990م وبمجرد انتقال قيادات دولة اليمن الجنوبي وأجهزتها إلى عاصمة الدولة الجديدة ودخولهم ضمن إطار تحكم وسيطرة أجهزة الجمهورية العربية اليمنية أتضح أن الأخوة في قيادة اليمن الشمالي كانوا يستهدفون من الوحدة إلحاق اليمن الجنوبي دولة وشعباً بدولتهم وشعبهم في اليمن الشمالي وليس تنفيذ الاتفاقيات الوحدوية حيث عملوا على إنهاء أجهزة دولة اليمن الجنوبي- جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية- فقط وتعزيز وتطوير أجهزة دولة اليمن الشمالي- الجمهورية العربية اليمنية- وسيطروا على المال العام وأجهزة السلطة مستغلين انتقال الجنوبيين إلى مدينة صنعاء عاصمة اليمن الشمالي والعمل من داخل أجهزة دولة اليمن الشمالي- الجمهورية العربية اليمنية التي حافظت عليها بل وطورتها القيادة اليمنية الشمالية وتخلت عن تأسيس وبناء أجهزة دولة الوحدة الجديدة- الجمهورية اليمنية- ولم تعمل سوى على تغيير العلم والنشيد الوطني.
لقد دأبت القيادة اليمنية الشمالية إلى عرقلة وتعطيل كل جهود كوادر أبناء اليمن الجنوبي في تأسيس أجهزة وهيئات دولة الوحدة وسعت بشكل حثيث إلى تدمير كل ماأنجزتة دولة الجنوب سابقاً وتعمدت إلى عدم تنفيذ الاتفاقيات الوحدوية كما لجأت إلى أسلوب الإرهاب والتصفيات الجسدية للقيادات الجنوبية الفاعلة عن طريق الاغتيالات السياسية السرية والعنف المسلح والإذلال حيث أدى ذلك إلى تأجيج وتفاقم الصراع بين القيادات الجنوبية والشمالية بشكل خطير. لم تنجر قيادة الجنوب إلى ردود الفعل بل مارست الحوار والاعتكافات والدعوة إلى الحلول العقلانية حيث بذلت جهود كبيرة مع قوى عربية ودولية وكذا مع القوى الوطنية الأخرى في الإعداد والتوقيع على وثيقة العهد والاتفاق التي قدمت مبادرة لحل الأزمة سلمياٌ أجمعت عليها كل القوى الوطنية في الشمال والجنوب ورغم التوقيع عليها من قبل قيادات اليمن الشمالي في عمان باستضافة الملك الأردني وكذلك أمام مرأى ومسمع العالم كله فأنها تنصلت عنها وعملت بشكل متسارع في تصعيد أعمال العنف والبدء في تصفية الوحدات العسكرية الجنوبية وتدميرها مستغليين إعدادهم العسكري للحرب وتفوقهم العسكري والسكاني الذي كانوا يتمتعون به وخروج القوات العسكرية الجنوبية عن الجاهزة القتالية .
بتاريخ 27 أبريل 1994م وفي احتفال جماهيري من ميدان السبعين في مدينة صنعاء أعلن الرئيس علي عبدالله صالح حرب اليمن الشمالي الشاملة على اليمن الجنوبي وبعد ساعتين فقط من خطاب الحرب بدأت القوات الشمالية بتدمير اللواء الثالث مدرع الجنوبي والمتمركز في مدينة عمران في اليمن الشمالي بوجود اللجنة العسكرية المكونة من ممثلين عسكريين عرب ويمنيين وبحضور الملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي . ولإعطاء حربهم الظالمة والمدمرة ضد اليمن الجنوبي صبغتها الشرعية ولتضليل الناس فقد استغلت السلطات اليمنية الشمالية الدين وسخرته لخدمة أهدافها حيث أصدرت فتوى دينية (كفرت فيها مواطني اليمن الجنوبي وأحلت القتال ضدهم وأحلت لقوات اليمن الشمالي نهب وسلب وقتل أي مواطن من الملحدين الكفرة أبناء اليمن الجنوبي واعتبار أموالهم وأعراضهم غنيمة حرب) كما أورد في الفتوى الدينية.
شن نظام اليمن الشمالية حرباً شاملة على اليمن الجنوبي خلال الفترة من 27أبريل – 7 يوليو 1994م استخدمت فيها كل أصناف القوات الجوية والبحرية والبرية والصواريخ والمليشيات القبلية ومقاتلي الأفغان العرب ورغم مناشدات دول العالم واعتبار الولايات المتحدة الأمريكية عدن خط أحمر وصدور قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 924 و 931 الداعيين إلى وقف الحرب ورفض الوحدة بالقوة إلا أن نظام صنعاء كان قد عقد العزم على تحقيق ما يسمى الوحدة بالقوة والحرب .
نتيجة لشن نظام اليمن الشمالي الحرب والإصرار على تدمير واحتلال اليمن الجنوبي والتخلي عن كل الاتفاقيات الوحدوية أعلنت قيادة اليمن الجنوبي في 21 مايو 1994م وبعد حوالي 25 يوماً من الحرب انسحابها من الاتفاقيات مع اليمن الشمالي والعودة للوضع السابق لـ22 مايو 1990م وإعادة تشكيل دولة الجنوب المستقلة جمهورية اليمن الديمقراطية ولكن نظام اليمن الشمالي كان قد عقد العزم على مواصلة الحرب وإلحاق اليمن الجنوبي باليمن الشمالي مستغلة تفوقها العسكري والسكاني بحيث تمكنت من احتلال اليمن الجنوبي والعاصمة عدن في 7 يوليو 1994م وفرض ما يسمى بالوحدة بالقوة وتشريد أبناء الجنوب إلى خارج البلاد لاجئين في مختلف بلدان العالم وجعلت ما تبقى منهم منفيين في وطنهم دون عمل أو حقوق أو مواطنة متساوية ونعتهم بالانفصالية وإصدار الأحكام ضدهم بما فيها أحكام الإعدام من موقع منتصر ومهزوم وتحويل الجنوب إلى ثكنة عسكرية والسير التدريجي لمسح هويته والتغيير التدريجي للتركيبة السكانية له والسيطرة على ثرواته.
تعتبر سلطات اليمن الشمالي بأن يوم 7 يوليو 1994م - أخر أيام حرب اليمن الشمالي على اليمن الجنوبي هو يوم استكمال احتلال الجنوب وعاصمته عدن وهو يوم ما تسمى بالوحدة التي حققتها بالدم والقوة العسكرية ويوم وطني وعطلة رسمية يحتفل به كل عام. وفي نفس الوقت يعتبر الجنوبيون بأن يوم 7 يوليو 1994م هو التاريخ النهائي لاستكمال احتلال اليمن الشمالي للجنوب وعاصمته عدن فارضاً علية ما يسمى بالوحدة بشكل قسري وعن طريق الإلحاق بالقوة والحرب. ,إن وحدة القوة هذه وعسكرة الوحدة لا يقبله المنطق ولا يسلم به عاقل في عالم اليوم – عالم الديمقراطية والحرية.
إن شعباً تواقاً للحرية والديمقراطية والاستقلال في هذا العالم الحر كشعب اليمن الجنوبي يعتبر واقع الحال المفروض علية بالقوة العسكرية احتلال استعماري مرفوض وغير مقبول وسوف يناضل بكل الطرق السلمية للتحرر منه والحصول على حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة .
كان الجنوب العربي حتى الثلاثين من نوفمبر 1967م عند الاستقلال الوطني مكون من 22 إمارة ومشيخة وسلطنة مستقلة عن بعضها يقودها أمراء وسلاطين ومشايخ من أبناءها ويشرف عليها ضباط سياسيين بريطانيين حيث شكل البعض منها حكومة اتحاد الجنوب العربي عام 1959م وبقي البعض الأخر مستقلاً عنها مثل سلطنة القعيطي وسلطنة الكثيري بالإضافة إلى ذلك كانت بريطانيا قد قسمت الجنوب العربي إلى مناطق عسكرية وسياسية بالإضافة إلى محميات يقودها مندوبين سياسيين بريطانيين وكانت محمية عدن تتبع وزارة المستعمرات البريطانية مباشرة حيث كان لمعظم هذه المحميات والمشيخات والسلطنات جوازات سفر خاصة بها حيث أصبح جواز سفر حكومة اتحاد الجنوب العربي بعد تشكيله الجواز السائد إلى جانب جواز سفر الكثيري والقعيطي والمهرة وظل هذا الأمر حتى استقلال الجنوب العربي في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
عند تحقيق الاستقلال الوطني تم توحيد تلك الإمارات والسلطنات والمشيخات جميعها في دولة وطنية واحدة مستقلة وذات سيادة قائمة على جميع على أراضي الجنوب العربي من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً وعاصمتها عدن.
تم تغيير أسم الجنوب العربي إلى اليمن الجنوبي عندما أطلق على أسم الدولة الجديدة أسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وأدخل أسم اليمن إلى الجنوب بشكل رسمي لأول مرة في الثلاثين نوفمبر 1967م .
خلال الفترة من 30 نوفمبر 1967م و حتى 22 مايو 1990م وقعت بلادنا الجنوب ضحية للصراع العالمي بين المعسكرين الغربي والشرقي وأجبرت على مواجهة مصيرها بنفسها بحيث كان لها نصيبها من هذا الصراع بما فيها الصراعات التناحرية الداخلية المسلحة إلا أنها ظلت دولة مستقلة وذات سيادة باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وفيما بعد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حتى 22 مايو 1990م تبسط نفوذها على كل مناطق البلاد وتتحكم بأراضي شاسعة وبثروة هائلة وبمضيق باب المندب وبأهم الجزر الواقعة في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن ونالت عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية وأقامت علاقات دبلوماسية مع كل بلدان العالم.
في الثاني والعشرون من مايو 1990م تم إعلان دخول الدولتين في اليمن الجنوبي واليمن الشمالي في وحدة انتقالية فيما ينهما على ضوء الاتفاق بين رأسي النظامين في الجمهورية العربية اليمنية العقيد علي عبدا لله صالح الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأستاذ علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني حيث وقعا عليها بصفتهما الحزبية والذي تم بشكل مركزي و متسرع وبدون استفتاء شعبي علية أو إشراف دولي وقد أستهدف اتفاقهما توحيد الدولتين في دولة ذات شخصية اعتبارية واحدة تجمع إيجابيات ما تحقق في كل دولة على حدة وقد حدد أهداف المرحلة الانتقالية تحقيق ما يلي:
· إقامة مؤسسات دولة الوحدة – الجمهورية اليمنية مناصفة بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي
· تذويب الشخصية الاعتبارية لدولتي الجمهورية العربية اليمنية في الشمال و جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب في دولة واحدة هي الجمهورية اليمنية.
· تغيير القوانين الشطرية بقوانين دولة الوحدة على أساس القانون الأساسي.
· تأمين الحق العادل والمواطنة المتساوية بين المواطنين في الجنوب والشمال.
· إصدار عملة وطنية لدولة الوحدة بديلة عن عملتي الدولتين السابقتين.
بعد إعلان الفترة الانتقالية في 22 مايو 1990م وبمجرد انتقال قيادات دولة اليمن الجنوبي وأجهزتها إلى عاصمة الدولة الجديدة ودخولهم ضمن إطار تحكم وسيطرة أجهزة الجمهورية العربية اليمنية أتضح أن الأخوة في قيادة اليمن الشمالي كانوا يستهدفون من الوحدة إلحاق اليمن الجنوبي دولة وشعباً بدولتهم وشعبهم في اليمن الشمالي وليس تنفيذ الاتفاقيات الوحدوية حيث عملوا على إنهاء أجهزة دولة اليمن الجنوبي- جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية- فقط وتعزيز وتطوير أجهزة دولة اليمن الشمالي- الجمهورية العربية اليمنية- وسيطروا على المال العام وأجهزة السلطة مستغلين انتقال الجنوبيين إلى مدينة صنعاء عاصمة اليمن الشمالي والعمل من داخل أجهزة دولة اليمن الشمالي- الجمهورية العربية اليمنية التي حافظت عليها بل وطورتها القيادة اليمنية الشمالية وتخلت عن تأسيس وبناء أجهزة دولة الوحدة الجديدة- الجمهورية اليمنية- ولم تعمل سوى على تغيير العلم والنشيد الوطني.
لقد دأبت القيادة اليمنية الشمالية إلى عرقلة وتعطيل كل جهود كوادر أبناء اليمن الجنوبي في تأسيس أجهزة وهيئات دولة الوحدة وسعت بشكل حثيث إلى تدمير كل ماأنجزتة دولة الجنوب سابقاً وتعمدت إلى عدم تنفيذ الاتفاقيات الوحدوية كما لجأت إلى أسلوب الإرهاب والتصفيات الجسدية للقيادات الجنوبية الفاعلة عن طريق الاغتيالات السياسية السرية والعنف المسلح والإذلال حيث أدى ذلك إلى تأجيج وتفاقم الصراع بين القيادات الجنوبية والشمالية بشكل خطير. لم تنجر قيادة الجنوب إلى ردود الفعل بل مارست الحوار والاعتكافات والدعوة إلى الحلول العقلانية حيث بذلت جهود كبيرة مع قوى عربية ودولية وكذا مع القوى الوطنية الأخرى في الإعداد والتوقيع على وثيقة العهد والاتفاق التي قدمت مبادرة لحل الأزمة سلمياٌ أجمعت عليها كل القوى الوطنية في الشمال والجنوب ورغم التوقيع عليها من قبل قيادات اليمن الشمالي في عمان باستضافة الملك الأردني وكذلك أمام مرأى ومسمع العالم كله فأنها تنصلت عنها وعملت بشكل متسارع في تصعيد أعمال العنف والبدء في تصفية الوحدات العسكرية الجنوبية وتدميرها مستغليين إعدادهم العسكري للحرب وتفوقهم العسكري والسكاني الذي كانوا يتمتعون به وخروج القوات العسكرية الجنوبية عن الجاهزة القتالية .
بتاريخ 27 أبريل 1994م وفي احتفال جماهيري من ميدان السبعين في مدينة صنعاء أعلن الرئيس علي عبدالله صالح حرب اليمن الشمالي الشاملة على اليمن الجنوبي وبعد ساعتين فقط من خطاب الحرب بدأت القوات الشمالية بتدمير اللواء الثالث مدرع الجنوبي والمتمركز في مدينة عمران في اليمن الشمالي بوجود اللجنة العسكرية المكونة من ممثلين عسكريين عرب ويمنيين وبحضور الملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي . ولإعطاء حربهم الظالمة والمدمرة ضد اليمن الجنوبي صبغتها الشرعية ولتضليل الناس فقد استغلت السلطات اليمنية الشمالية الدين وسخرته لخدمة أهدافها حيث أصدرت فتوى دينية (كفرت فيها مواطني اليمن الجنوبي وأحلت القتال ضدهم وأحلت لقوات اليمن الشمالي نهب وسلب وقتل أي مواطن من الملحدين الكفرة أبناء اليمن الجنوبي واعتبار أموالهم وأعراضهم غنيمة حرب) كما أورد في الفتوى الدينية.
شن نظام اليمن الشمالية حرباً شاملة على اليمن الجنوبي خلال الفترة من 27أبريل – 7 يوليو 1994م استخدمت فيها كل أصناف القوات الجوية والبحرية والبرية والصواريخ والمليشيات القبلية ومقاتلي الأفغان العرب ورغم مناشدات دول العالم واعتبار الولايات المتحدة الأمريكية عدن خط أحمر وصدور قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 924 و 931 الداعيين إلى وقف الحرب ورفض الوحدة بالقوة إلا أن نظام صنعاء كان قد عقد العزم على تحقيق ما يسمى الوحدة بالقوة والحرب .
نتيجة لشن نظام اليمن الشمالي الحرب والإصرار على تدمير واحتلال اليمن الجنوبي والتخلي عن كل الاتفاقيات الوحدوية أعلنت قيادة اليمن الجنوبي في 21 مايو 1994م وبعد حوالي 25 يوماً من الحرب انسحابها من الاتفاقيات مع اليمن الشمالي والعودة للوضع السابق لـ22 مايو 1990م وإعادة تشكيل دولة الجنوب المستقلة جمهورية اليمن الديمقراطية ولكن نظام اليمن الشمالي كان قد عقد العزم على مواصلة الحرب وإلحاق اليمن الجنوبي باليمن الشمالي مستغلة تفوقها العسكري والسكاني بحيث تمكنت من احتلال اليمن الجنوبي والعاصمة عدن في 7 يوليو 1994م وفرض ما يسمى بالوحدة بالقوة وتشريد أبناء الجنوب إلى خارج البلاد لاجئين في مختلف بلدان العالم وجعلت ما تبقى منهم منفيين في وطنهم دون عمل أو حقوق أو مواطنة متساوية ونعتهم بالانفصالية وإصدار الأحكام ضدهم بما فيها أحكام الإعدام من موقع منتصر ومهزوم وتحويل الجنوب إلى ثكنة عسكرية والسير التدريجي لمسح هويته والتغيير التدريجي للتركيبة السكانية له والسيطرة على ثرواته.
تعتبر سلطات اليمن الشمالي بأن يوم 7 يوليو 1994م - أخر أيام حرب اليمن الشمالي على اليمن الجنوبي هو يوم استكمال احتلال الجنوب وعاصمته عدن وهو يوم ما تسمى بالوحدة التي حققتها بالدم والقوة العسكرية ويوم وطني وعطلة رسمية يحتفل به كل عام. وفي نفس الوقت يعتبر الجنوبيون بأن يوم 7 يوليو 1994م هو التاريخ النهائي لاستكمال احتلال اليمن الشمالي للجنوب وعاصمته عدن فارضاً علية ما يسمى بالوحدة بشكل قسري وعن طريق الإلحاق بالقوة والحرب. ,إن وحدة القوة هذه وعسكرة الوحدة لا يقبله المنطق ولا يسلم به عاقل في عالم اليوم – عالم الديمقراطية والحرية.
إن شعباً تواقاً للحرية والديمقراطية والاستقلال في هذا العالم الحر كشعب اليمن الجنوبي يعتبر واقع الحال المفروض علية بالقوة العسكرية احتلال استعماري مرفوض وغير مقبول وسوف يناضل بكل الطرق السلمية للتحرر منه والحصول على حقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق