الخميس، مايو 03، 2012

حمودي جرح الجنوب النازف

مأساة تروي قصة شعب مهدورة دماءه بفتوى القبيلة وتجار الدين
تحرير : محمد الزعوري
 
( الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات !! كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود ) جيفارا
ضمن برنامج (القضية) في مؤازرة اسر الشهداء لنقل همومهم وقضاياهم للرأي العام ، قامت الصحيفة بالنزول إلى مسقط رأس الشهيد الطفل ( حمودي ) علي حامد في منطقة ( الثعلب ) بمحافظة لحج يوم 19 من ابريل 2012م وهو اليوم الذي يصادف عيد ميلاده التاسع ، وخلال نزولنا تبادلنا مع أسرة الشهيد  حديثاً طويلاً ، لن يخلوا من مواقف مؤثرة ودامعة .. كيف لا (و حمودي ) كان يملأ البيت والقرية نورا وبهاءً وسعادة .. كيف لا و ( حمودي ) كان حياة أخرى لامه وأبيه .. وعنوان بقاء آمن لوجودهما على هذه الأرض .. رغم ما بها من جور ومآس أليمة فيصبح ( حمودي ) بفعلتهم ، سطور جرح نازف في الصدور إلى ما شاء الله .
  الشهيد الطفل محمد علي عبد الله حامد الملقب (حمودي) البالغ من العمر ( تسعة أعوام ) ، فهو من مواليد 19/4/2002م  في منطقة ( الثلعب ) مديرية تبن - محافظة لحج ، كان أحد تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في مدرسة ( الموشكي ) للتعليم الأساسي ، كان الشهيد متفوقا في دراسته وخلال أربع سنوات هي فترة دراسته كان يحتل المرتبة الأول في صفه بتقدير امتياز . أستشهد برصاص جنود الاحتلال اليمني عند مدخل قريته وهو عائد من عدن بعد زيارة أسرية لأقاربه في 21 مارس 2012م . فإلى التفاصيل :  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
·       قرية الثعلب ترتدي ثوب حدادها :
مازالت القرية ترتدي ثوب حدادها الأسود ، قصة الألم .. تحكيها الأشياء والأمكنة والوجوه ، فلم تَعدْ حسب ما قاله أصدقاء ( حمودي ) كما كانت من قبل ، فالخوف بادٍ على ملامحهم ، وعلامات الوجوم ماثلة في الخطوات المثقلة بالهموم ، لا ترى في الأرجاء إلا أجساد منهكة هدها العناء وجور الظلمة والمعتدين .. الموت وحصاد القهر يوزعه عسكر الاحتلال في كل مكان .. حقيقة مؤلمة صارت تؤرق حياة الآمنين حتى في مضاجعهم .. وفي تناغم فريد للمشهد أطفال صغار .. مندمجون في عمل ما .. وآخرين يتهامسون ويتحدثون .. فلا تلحظ في وجوههم إلا بقايا من فرح منكسر ، وشذرات خجولة من براءة الطفولة وشقاوتها .. إنهم هنا يجسدون عطاء إنسانيا بلا حدود .. فهم يملئون فراغا شاغرا تركه ( حمودي ) في بيته إلى الأبد  ..
 أحاول الاقتراب منهم فتتعثر خطاي .. وكأن حبالاً غليظةَ تلتف حول ساقي .. تمالكت رباطة جأشي ، وحاولت أن أبدو متماسكا قدر الإمكان ، فالمكان كتلة من الوجع تفوق طاقتي .. ها أنا أقترب رغم كل شيء ( فحمودي ) ما زال حاضرا يحلق في سماء القرية الوديعة فيمنح المكان هيبتاً ووقار .
أعرف انه من أصعب الأشياء على المرء أن يسترسل في حديثٍ مفرداته ألمٌ وحنين .. فما بالنا والحديث يقينا سيكون معجون بالدم والدموع  .. ومأساة يروي فصولها شلال دم طاهرة أريق ظلما وعدوانا في قارعة الطريق بكل خسة ودناءة  .
·       قبلة الوداع الأخير:
بدأ الأب علي عبدالله الحامد حديثا يجتره اجترارا من أعماقه المحطمة حيث يقول : ( في ذلك اليوم المشؤوم طلب مني ( حمودي ) بإلحاح بالغ أن أدعه يذهب مع أمه وأخيه ( زين ) وأخته إلى عدن لزيارة أهلنا هناك .. فرفضت في البداية محاولا إقناعه بشتى الطرق أن يبقى معي هنا في البيت ، فانا لا أفارقه أبدا ، فدائما ما كنا نخرج سوية لنتنزه عصر كل يوم في المزارع القريبة من القرية ، ولكن أمام إصراره العجيب سمحت له بالذهاب – ويا ليتني لم افعل – وقبل أن يغادرني طلب مني أن أعطيه ( 400 ريال ) فَرقَّ له قلبي بشده ، ووددت أن أضمه إلى صدري وأخفف من طوفان العاطفة التي سرت في جسدي نحوه ، فسلمته مايريد ثم مسحت بيدي على رأسه وقبلته بشده .. وكانت تلك هي قبلة الوداع الأخير .. ألتفتْ نحوي وهو ماضٍ إلى بغيته ، ولوح بيده وقال لي : ( مع السلامة ) فتسمرت واقفا انظر إليه وهو يجري للحاق بهم فقلت في نفسي : ( لعله ألان هو اسعد طفل في الدنيا .. فقد حقق ما يريد .. ومضى ولا جواب إلا حديثاً عابراً دار بيننا كنت راض عنه تماماً لأنه منحه فرح اللحظات الأخيرة التي عاشها من عمره القصير )  .
في عدن ، قضى ( حمودي ) كل وقته في اللعب مع أقاربه حتى هده التعب ، ثم ما لبث قبل العودة إلى الديار في ( قرية الثعلب ) أن طلب من أخيه أن يشتري له المفرقعات (طماش) ليعود بها إلى أصدقاؤه ، فغداً سيكون العرس ، وسيجعل منه كما قال : ( أفضل عرس ) بألعابه النارية التي سيضيء بها جوه الفرائحي ، كان الطفل حمودي بعمره ألثمان يخطط للفرح وشقاوة الأطفال - وفي الطرف الآخر ، وفي مكان ما .. عند مدخل قريته شيء ما يعتمل في الظلام فثمة من يخطط لأمر جلل - ( حمودي ) في المقعد الخلفي ممسكا بأشيائه التي جلبها من عدن ليعود بها إلى بيته الذي اشتاق إليه ، وأصدقاؤه الذين طال الوقت بهم بانتظاره – وهناك الجنود يستكملون تجهيز الموقع المستحدث ، ويرصون المتاريس استعدادا لحرب وشيكة لإحباط مخطط ( حمودي ) الإرهابي قبل أن يبدأ .
( محمود ياسين ) و ( محمود حسن ) انتظرا صديقهما طويلاً .. وما زالا ينتظراه .. يبكي محمود ياسين رفيقاً كان مثل ضله .. فأبكانا بكاء الحنين .. يحاول التعبير فتخونه المفردات .. وتقتل كلماته العبرات ، فما زال الجرح طريا وعميقا في نفسه يَسرُبْ أغوارها وقعُ الصدمة وأثرها المميتْ .. فهو لن يصدق أن ( حمودي ) تركه إلى غير رجوعْ .. وانه لن يجده ليلعب معه مرةً أخرى أبدا .. قلت له : ( لا تذهب ابقَ معي نلعب سويا .. العسكر سوف يقتلوك .. العسكر يقتلوا الناس في عدن ) فلم يسمعني وقال لي : ( عادي باكون شهيد لو قتلوني ) يبكي الطفل ( محمود ) بدموع يذرفها كالطوفان .. ويقول : (ودعني حمودي .. ولكنه لم يعد ) ، ثم يسأل : ( لماذا قتلوا حمودي ؟ حمودي أفضل واحد في المدرسة .. وكل المدرسين يحبوه ، ونحن نحبه ) ، سؤال لم نجد له إجابة ، فقد تقطعت بنا السبل منذ وطأت أقدام هؤلاء على هذه الأرض ، لنبحث عن سبب ما يدفعهم لممارسة القتل فينا إلى هذا الحد ، ولم نتمكن حتى اليوم أن نجيب عن تساؤل كهذا.. ويبقى السؤال معلقا في ساحة الأحرار في الجنوب المحتل إلى أن تتفتق الإجابة  من سواعدهم فيرحل الغزاة إلى غير رجعة .
لم يعد في قاموس اللغة مفردات جديدة يمكن أن تكتب قصة حمودي .. فقد تلاشت من أدبيات النثر سطور تليق برثائه .. وتصحرتْ فنون البلاغة بمجازها وطباقها وجناسها أن تُلملمَ صورة  الحدث الجلل .. فمشهدا كهذا يدمي القلب ، لا يجب أن يعبر عنه إلا بغضب لا يبقي ولا يذر .. فقد جعل الله ( لولية سلطانا ) .. ثأر يستعيد حالة التوازن المفقودة حتى تستوي كفتيه .. به تقطع الأصابع المرتعشة ، وتنتزع القلوب الميتة من صدورهم نزعا .. ليذوقوا الموت ويعيشوا هول القتل كما نعيشه نحن ليل نهار ، فينام شهدائنا في قبورهم بسلام .
·          حمودي لامه : ( سوف أكون شهيد ) وضل يكررها دائما
وهي توجز تراجيديا اللحظات الأخيرة .. وهي تغالب وجع الإصابة بتلك الطلقة الغادرة التي قتلت طفلها نور عيونها ، تتحدث أم الشهيد ودراما الحزن بأصدق معانيها الإنسانية تتوحد طهرا ونقاء .. من فيض مشاعر حرا .. تَبكي .. وتُبكي .. وحقا إن العين لتدمع .. وان القلب ليخشع .. وإنا على فراقك يا ( حمودي ) لمحزونون .. فقد نتصور أن يكون الحزن صديقا ، ولكننا لم نكن نتصور أن يكون الحزن وطنا نسكنه ونتكلم لغته ونحمل جنسيته *
بدأت حديثها قائلة :( كان حمودي يتابع الأخبار ويستمع للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ، ويسمع عن سقوط الشهيد فلان والشهيد فلان .. فكان يسألني ببراءته المعهودة ، ما هو الشهيد ؟ فاحكي له أنهم من يموتون دفاعا عن العرض والأرض والمال والأوطان .. فمن يموت دفاعا عن هذه الأشياء فهو عند قومه شهيد ، ويعتبر بطلا من الأبطال لأنهم يدفعون أرواحهم الغالية في سبيل تحرير شعوبهم من الاحتلال والظلم ، فقال لي : ( أنا بطل وسوف أكون شهيد ، وضل يكررها دائما ). ثم تجهش بالبكاء لعلها تطرد أطنان البارود المشتعل في صدرها المكبوت .. وتزفر آهة مقهورة ، فلم يدر في ذهنها يوما أن يصبح ذلك يوما ما حقيقة .. فهناك ما سيبقى محفورا بذاكرتها إلى إن تلقاه .. فهكذا تتجلى المواقف للمرء ، دون أن يدرك مغزاها في اللحظة الراهنة التي يحياها ، لان خطوط اتصالها يرتبط بما هوا آت في مستقبل الغيب الذي لا ندركه ، ولكننا نمضي إليه دون إرادتنا ، ووفق التتابع المفترض زمانا ومكانا في نسق واحد إلى النهاية .. فلاحظوا معي كيف هي كل الإشارات متصلة ، تقول الأم المكلومة : ( في ليلة من ليالي أيامه الأخيرة قبلني ثلاثا .. قبل أن ينام وما إن بدا يخلد في نومه حتى سمعته يبكي ، فايقضته ، وضممته إلى صدري لأخفف من روعه ، ثم أشربته قليلا من الماء ، وقرأت عليه ( المعوذات ) حتى هدأت نفسه ، فسألته ما الذي يبكيك ؟ فقال : ( شفت ناس أغراب معهم سلاح ، ويضربوا - يطلقوا الرصاص - على خالتي ) فهدأته وقلت له هذا كابوس استعذ بالله ونم . ثم تتجلى الأحداث وتترابط في صورتها المحتومة فلهذا الفتى شأن عظيم ، تقول الأم : ( في اليوم الأخير زار حمودي معظم الجيران وكان يسلم عليهم ثم يودعهم ، ويقول لهم سأذهب إلى عدن وسوف أعود ) ثم تواصل الأم حديثها : ( ذهبنا فعلا إلى عدن وقمنا بزيارة للأهل هناك ، وقضى حمودي كل وقته في اللعب مع أقاربه ، ثم ذهب مع زين ليشتري الألعاب النارية ، وعند المساء عدنا يقود الباص ابني ( زين ) ولان حمودي كان مرهقا وقد هده التعب استلقى على المقعد الخلفي ونام وبقربه ألعابه ، وأشياءه التي جلبها من عدن ، ولعله كان يحلم بالعرس الذي شغله كثيرا ، ولكنه الحلم الذي لن ينتهي في نومته الأخيرة .. وفي مدخل قرية ( الثعلب ) يبدوا أن نقطة جديدة تم استحداثها لم تكن موجودة من قبل .. فأحسست بشي ما ، وقبل أن أكمل طلبي لزين أن يتوقف جانبا سمعت إطلاق نار بشكل مباشر باتجاهنا من الخلف ، وكان المكان في ظلام دامس ولا توجد أضواء .. فشعرت بالألم في ظهري ، وكان ابني زين ينظر إلي بذهول وحالة من الارتباك تسيطر علينا .. فشاهد الدماء تملأ المقعد وأنا أنزف من الإصابة .. فنزل من الباص يصرخ بهم : ( لماذا ضربتمونا ؟ لقد قتلتم أمي ) .. فلم يجبه احد ، وكأن شي لم يكن إطلاقا.. فلم يعولا بكلامه ، وضلا ينظران إلينا بكل برود وبلاده ! فقلت لابني تحرك بالباص بهدوء واذهب بنا إلى مستشفى ابن خلدون فتحرك وعندما أدار الباص سمعت ارتطام ( حمودي ) على أرضيته ، فقلت لزين : ( شوف أخوك ) وعندما اقترب زين لرؤيته صرخ ( دم .. دم .. دم  قتلوا حمودي ) فصدمت .. ووددت أن اصرخ بكل صوتي فلم استطع .. تمكلني الخوف والرهبة ثم تلاشت قواي  فلم اعد اشعر بشيء .. ) ثم تتوقف عن الحديث .. ليبقى الصمت سيد المكان .. وصارت الدموع مداد سطورٍ مثقلةٍ بحزنٍ لم تبحْ بهِ تلك الأم الجنوبية العظيمة حتى إذا ما استجمعت قواها قالت : ( لقد كان حمودي غارق بدمهِ فقد أصابتهُ إحدى الطلقات في خده مباشرة ، لترديه قتيلا في الحال ) ثم ترفع رأسها إلى السماء وترمي بنظراتها في عمق الكون السحيق فتقول : ( حسبي الله عليهم .. عدموني ابني نور عيوني ، الله يعدمهم حياتهم ) وتدنو برأسها وتواصل : ( لا أريد شيء بعد أن عدموني ولدي غير القصاص بحق هؤلاء الذين قتلوا حمودي دون رحمة ) .
·      الجنود ينظرون إلينا ببرود ، وقابلوا صراخنا بتلذذ
أما ( زين ) ذو ( 14 ) عاما والذي شهد المأساة وتجرع كؤوسها المرة ، وواجه لحظة الحقيقة بتأن وثبات قلما نجد له مثيل ، وهو بين حالتين أمه الجريحة وأخاه المسجى شهيدا غارقا بدمه ، وسادية العسكر وبرود مشاعرهم وهم يتلذذون بفعلتهم النكراء دون أن تتحرك في أي منهم قيم الرجولة ووخز الضمير ، فكان ذلك قتلا من نوع آخر .. قتلا للإنسانية والأخلاق ، وقيم الإسلام العظيمة يقول ( زين ) : ( النقطة كانت مستحدثة ، ولا يوجد ما يشير بان هناك نقطة عسكرية ، أو أضواء أو أي شي يدل على وجودها ، ورغم هذا عند وقوفي باشروا بإطلاق النار علينا وحصل ما حصل ، ولكن ما آلمني فوق مصابي إنهم ضلوا ينظرون إلينا ببرود وقابلوا صراخنا بكل بلاده ، وأمي وأخي ينزفان دون أن يقوم احدهم بتقديم أي مساعدة لإسعافهم ) ويضيف : ( قتلوا اخوي ظلم وبطره ، وحرموني حبيبي ( حمودي ) ربنا ينتقم منهم ) .
رحل حمودي جسدا وبقيت روحه تسكن كل القلوب في هذا الجنوب المحتل .. تُحفز فينا فريضة المقاومة ضد هذا البغي .. رحل جسدا وبقيت روحه تحلق في فضاء الخلود إلى أن نلقاه . لقد ترك مقولته التي ربما لم يكن يعيها كما اخبر أمه ذات يوم ( سأكون شهيداً ) فكان شهيدا ولم يزل في الثامنة من عمره .. ليروي قصة شعب مهدورة دماءه بفتوى القبيلة وتجار الدين .. رحل كما تمنى ، وسلمنا صك مجده ومجد عائلته وشعبه.. ليفتح للمظلومين آفاقا رحبة ، وأبوابا مترامية .. نحو حرية حدد شعب الجنوب موعد لقاءه معها عما قريب .. فكل الناس لهم وطن يعيشون فيه إلا نحن فلنا وطن يعيش فينا *
شيع جثمان الشهيد الطفل ( حمودي الجنوب ) ملفوفا بعلمه يوم الجمعة 6 ابريل 2012م من مستشفى ابن خلدون إلى مثواه الأخير بحشد جماهيري لم يسبق له مثيل ، رفع المشاركون صور الشهيد وأعلام الجنوب والرايات السوداء ورددوا هتافات العهد للشهيد وكل شهداء الجنوب ، وفي منطقة ( عبر بدر ) صلى الحاضرون هناك صلاة الجمعة ، وفي ختام الخطبة ، حث الخطيب ( هاني كرد ) أسرة الشهيد على الصبر والاعتزاز والفخر لان ابنهم قد مات شهيداً ، في سبيل الحرية.. ثم وقفت الحشود لتصلي على جثمان الشهيد ، ثم حُمل على الأكتاف وساروا به حتى ( مقبرة الثعلب ) ليدفن هناك في مسقط رأسه .. ليصبح قبره مزارا تهفوا إليه قلوب محبيه وأصدقاؤه الصغار ، لقراءة الفاتحة ، ويصبون الماء عليه يوميا وفاء وإخلاصا لدمه الطاهر المسفوك ظلما وعدوانا من قبل جنود الاحتلال اليمني البغيض ، ( فالظلم يجعل المظلوم بطلا ، وأما الجريمة فلابد أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء ، لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي **)
وقد شوهد في التشييع حضور بارز للعديد من الشخصيات والقيادات الجنوبية الشبابية والنسوية .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                          
هوامش :
*جيفارا
**شيخ الشهداء عمر المختار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق