الصبيحة برس
مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب طور الباحة --
السبت، مارس 19، 2011
الإهمال الطبي يطفئ شمعة حراك الجنوب # علي الجبولي
لإهمال الطبي يطفئ شمعة حراك الجنوب # علي الجبولي
على مدى ثلاث سنوات متصلة عرف وافي بشعلة الحراك الجنوبي التي لا تخفت،وصوته المجلجل الذي لا يفتر، ليس في فعالياته في الصبيحة فحسب بل في عدن أيضا. فكما هام بالحراك ابن عمه الشهيد عمر عبد العزيز الصبيحي هام به وافي عبده سعيد نعمان الصبيحي (20عاما) إيمانا منهما بأنه بداية انطلاقة نحو فجر الخلاص من ليل التعاسة الطويل، مع ذلك لم يعقه نشاطه في الحراك عن طموحاته،إذ صمم وافي على دراسة الطب البشري كي يصبح طبيبا يعالج الأم الإنسان، ويسهم في إيقاف داء الإهمال عن قتله، بيد أن هذا الداء الخبيث غدر به غيلة قبل أن تبدأ جولة المواجهة الأولى بينهما .
حالت معايير الوساطة والمحاباة دون وصول وافي إلى حلمه فاستعاض عنه بدراسة الصيدلة لصلتها بالطب. ألتحق بالصيدلة منذ عامين ،ومثلما تفوق في دراسته الثانوية حقق تفوقا متميزا في الصيدلة ،رغم شظف العيش، ولم يكن يعلم ما يخبئ له القدر ،ولئن سقط ابن عمه عمر عبد العزيز الصبيحي شهيدا برصاص عسكر القتل في إحدى المسيرات السلمية بعدن صبيحة 13يناير 2009م سقط وافي شهيدا في عدن أيضا بنيران الإهمال الطبي واحتقار حياة الإنسان.
بدأت رحلة كارثته إثناء زيارته لأسرته بطور الباحة أواخر الشهر قبل الماضي ، حيث شعر في إحدى الليالي بحمى خفيفة ما لبث دبيبها أن سرى في سائر جسده دون أن يدور بخلده إنها ستكون القاضية بعد مشوار طويل من الجرجرة في عنابر ستة مستشفيات، وتجريعه كميات ضخمة من سموم العقاقير الفاسدة.
أسعف إلى مستشفى طور الباحة الذي لم يعد أهلا لإسعاف مريض ،بل غدا هو الآخر على سرير الموت السريري، وينتظر من ينقذه من موته الذي يصارعه منذ سنين عدة .ابلغوا وافي بأنه مصاب بملاريا ، وصفوا له عقار (ميثير) لأسبوع فقط، مر الأسبوع ولا اثر ايجابي لمفعول العقار، بل وبرعم الحراك يذوي يوما اثر آخر وحالته تزداد تفاقما.
فما السبب إن لم تكن جل الأدوية في الصيدليات الريفية إما منتهية الصلاحية أو تهرب مزيفة وفاسدة عبر الساحل الإفريقي؟ .
لم يعد أمام أسرته من خيار غير نقله إلى محافظة عدن، وفي إحدى العيادات الخاصة لم يزد الطبيب عن نصح أسرته بنقله إلى مستشفى 22مايو، وإضافة صفة ( حادة ) للملاريا التي تعيث دمارا بجسد وافي. عندما وصل 22 مايو قيل لهم المستشفى مغلق، ومنه نقل إلى مستشفى الجمهورية . في الجمهورية كانت اللا مبالاة والإهمال له بالمرصاد، لم يعره احد اهتماما. يقول ابن عمه مختار عبد الله ( بعد ساعات من الانتظار قالوا لنا توجد زحمة شديدة في المستشفى ولا يوجد طبيب فاضي فنقلناه إلى مستشفى البريهي). في البريهي وصف له الطبيب ما اسماه( جرعة مكثفة ) من عقار
( الكينين ) لكن هذه المرة جسده المضنى بالمرض وتعب جرجرة المستشفيات لم يحتمل سوى نصف الجرعة ( المكثفة ) حتى غرق في نوبة تشنجات لا تقف.
في جو ملوث بالفساد والإهمال بدا صوت الحراك الذي طالما صرخ اكبر من سنه للخلاص من هكذا
عبث بالإنسان يعتريه الخفوت مع ذلك عدا والده ومقربيه لم يعره احد اهتماما.
الورد ذي كان فاتش وكلهم يعتنوا به
ذبل وجفت مياهه نسوه ما شي دروا به
يصف مختار اللحظات قبل الأخيرة للنهاية التراجيدية (بعد أن تدهورت حالته ولم يقف التشنج نقلناه إلى مستشفى النقيب.. وطيلة أسبوعين عالجوا التشنج بدون فائدة ) انهار جسد وافي انهيار لا يشبهه سوى انهيار الخدمات الطبية في الجنوب بصورة غير مسبوقة وتحولها إلى تجارة بالأرواح لجني إرباح مدنسة، لا في الريف فقط بل في عدن التي كانت واحة للخدمات الطبية وأضحت بعمد وترصد مستشفياتها الحكومية وحتى الخاصة تغرق في مستنقعات التردي والإهمال وغياب الرقابة والمحاسبة .
جسد وافي الذي طالما اهتز طربا لنشيد الحراك الجنوبي كأمل خلاص كما كان يراه غدا مسجى على سرير المرض ينتفض هذه المرة ضنى ووجعا. وغصنه النضر يذوي ببطء كشفق غروب يبدد ه هجوم غسق حالك .
مع بداية الشهر الفائت كانت روح وافي تغادر إلى باريها على عجل لتلحق بروح قريبه الشهيد عمر عبد العزيز، حاملا سؤالا مقلقا إلام سيجثم إهمال حياة الإنسان، وآخر مفزعا هل سيتواصل قتل خيرة الشباب بتعدد الوسائل، ومن لم يمت برصاص العسكر مات بخنجر الإهمال الطبي وسم الأدوية الفاسدة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق